(محدثون): بفتح الدال المشددة: جمع محدث، واختلف في معناه، فقال الأكثر منهم: وهو الرجل الصادق الظن يلقي في روعه شيء من قبل الملأ الاعلى، فيكون كالذي حدثه به غيره، وقيل: مكلم، أي: تكلمه الملائكة بغيره نبوة الحديث الَّذي يليه.
وأجيب: بأنه المعنى تكلمه في نفسه، وإن لم ير المتكلم فيرجع إلى الإلهام.
(زاد زكرياء)، وصله الإسماعيلي وأبو نعيم.
(فإن يكن في أمتي منهم أحد): صورته صورة الترديد، والمراد: التأكيد كما يقول الرجل إن يكن لي صديق، فإنه فلان يريد اختصاصه بكمال الصداقة لا نفي الصداقة عن غيره، ولا التردد في وجود صديق له، وقيل: هو على ظاهره لأن الحكمة في كونهم في بني إسرائيل احتياجهم إلى ذلك، حيث لا يكون بينهم نبي في كتبهم طرأ عليها التبديل، واحتمل عنده - صلى الله عليه وسلم - أن لا يحتاج هذه الأمة إلى ذلك لاستغنائها بالقرآن المأمون تبديله وتحريفه.
(فعمر): خصه بالذكر لكثرة ما وقع له من الموافقات التي نزل القرآن مطابقًا لها.