قال ابن أبي جمرة: اختص آدم بالأولى لأنه أول الأنبياء، وأول الآباء، فكان أولًا في الأولى، ولأجل تأنيس النبوة بالأبوة، وعيسى بالثانية لأنه أقرب الأنبياء عهدًا من محمد، ويليه يوسف، لأن أمة محمد تدخل الجنة على صورته، وإدريس في الرابعة لقوله:{وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا}، والرابعة من السبع وسط معتدل، وهارون في الخامسة لقربه من أخيه موسى أرفع منه لفضل كلام الله، وإبراهيم فوقه لأنه أفضل الأنبياء بعد النبي - صلى الله عليه وسلم -.
(بكى ...) إلى آخره، قال العلماء:"لم يكن بكاء موسى حسدًا معاذ الله، فإن الحسد في ذلك العالم منزوع عن آحاد المؤمنين، فكيف بمن اصطفاه الله، بل كان أسفًا على ما فاته من الأجر الذي يترتب عليه رفع الدرجة بسبب كثرة من اتبعه".
وقال ابن أبي جمرة:"إن الله جعل الرحمة في قلوب الأنبياء أكثر مما جعل في قلوب غيرهم، فلذلك بكى رحمة لأمته".