للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ أَرْبَعُونَ» قَالُوا: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَرْبَعُونَ يَوْمًا، قَالَ: أَبَيْتُ، قَالَ: أَرْبَعُونَ سَنَةً، قَالَ: أَبَيْتُ، قَالَ: أَرْبَعُونَ شَهْرًا، قَالَ: «أَبَيْتُ وَيَبْلَى كُلُّ شَيْءٍ مِنَ الإِنْسَانِ، إِلَّا عَجْبَ ذَنَبِهِ، فِيهِ يُرَكَّبُ الخَلْقُ».

(أبيت): بموحدة وضم آخره، أي: امتنعت عن القول بتعيين ذلك، لأنه ليس عندي في ذلك توقيف [وبفتح آخره، أي: لن تعرف ذلك، فإنه غيب].

(ويبلى كل شيء من الإنسان) أي: "يفنى"، أي: تعدم أجزاؤه بالكلية، وهذا العموم خص منه الأنبياء والشهداء.

(إلا عجب ذنبه): بفتح المهملة وسكون الجيم وموحدة، ويقال له: "عجم" بالميم عوضًا من الياء: عظم لطيف في أصل الصلب عند رأس العصعص مثل حب الخردل.

(فيه يركب الخلق)، قال ابن عقيل: "وله سر في هذا لا نعلمه، لأن من أظهر الوجود من العدم لا يحتاج إلى شيء يبني عليه".

قلت: ظهر لي في الجواب أن ذلك ليكون الجسد الذي يلاقيه العذاب مثلًا من عين الجسد الذي باشر المعصية بخلاف ما لو أنشئ جديدًا كله، وقد قالوا في: {بدلناهم جلودًا غيرها}: إنه تبديل صفة لا تبديل ذات، فرارًا من ذلك.

فإن قيل: فبقية الجسد لم يباشرها؟.

قلنا: هو نظير المد في جسد الكافر حتى يصير ضرسه مثل أُحُد.

<<  <  ج: ص:  >  >>