للخبر، إذ أنَّه لطوله وكثرته أن بدأته لم أقدر على تكميله، فاكتفي بالإشارة إلى معايبه خشية أن يطول الخطب بإيراد جميعها، وقيل: الضمير للزوج، أي: أخاف أن لا أقدر على تركه لعلاقتي به وأولادي منه، فاكتفت بالإشارة إلى أن له معايب وفاء بما التزمته من الصدق وسكتت عن تفسيرها للمعنى الَّذي اعتذرت به.
(إن أذكره أذكر عجره وبجره): بضم العين المهملة أول الأول، والموحدة أولى الثاني، وفتح الجيم فيهما جمع "عجرة وبجرة" بسكون الجيم، فالأولى تعقد العصب والعروق في الجسد حتَّى تصير ناتئة، والثانية كذلك، إلا أنها مختصة بالتي في البطن، وقيل: العجرة نفخة في الظهر، والبجرة نفخة في السرة.
وقيل: العجر: العقد في البطن واللسان، والبجر: العيوب، وقيل: العجر في البطن والجنب، والبجر في السرة، هذا أصلهما، ثم استعملا في الهوم والأحزان، وفي المعايب.
قال الخطابي: أرادت عيوبه الظاهرة وأسراره الكامنة.
(قالت الثالثة): اسمها "كبشة بنت الأرقم".
(زوجي العشنق): بفتح المهملة ثم المعجمة ثم النون المشددة وقاف الطويل المذموم الطويل، وقيل: القصير وهو من الأضداد. وقيل: السيء الخلق، وقيل: المقدام الجريء الشرس، وقيل: هو الطويل النجيب الَّذي يملك أمر نفسه ولا تحكم النساء فيه، بل يحكم فيهن بما شاء فزوجته تهابه أن تنطق بحضرته، فهي تسكت على مضض.
قال الزمخشري: وهي من الشكاية البليغة.
(إن أنطق) أي: بحضرته بأمر أراجعه فيه أطلق.
(وإن أسكت أعلق): أن أكون عنده معلقة لا ذات روح فأنتفع به، ولا مطلقة، زاد ابن السكيت بعده:"على حد السنان المذلق" بفتح المعجمة وتشديد اللام، أي: المجرد وزنا ومعنى، تشير إلى أنها منه على حذر.