فلان، ولأن الوباء إذا وقع فسدت جميع الأجساد فلا يفيد الفرار، ولأن الناس لو تواردوا على الخروج لضاع من لم يخرج لعجز أو مرض لفقد من يتعهده، ولانكسرت قلوب الضعفاء، ولهذا ورد أن الفار منه كالفار من الزحف لما في المشبه به أيضًا من كسر قلب من لم يفر، وإدخال الرعب عليه بخذلانه.
وقال ابن دقيق العيد: عندي أن النهي عن الإقدام عليه لما فيه من تعريض النفس للبلاء، ولعلها لا تصبر عليه، وأما الفرار منه فتكلف ومعارضة للقدر، وذلك نظير حديث:"لا تتمنوا لقاء العدو، وإذا لقيتموهم فاصبروا"، فأمر بترك التمني لما فيه من التعرض للبلاء وخوف عن النفس بعدم الصبر، ثم أمر بالصبر عند الوقوع تسليمًا لأمر الله.