فائدة: روى التشهد من أوجه عدة بألفاظ متقاربة، وقد اتفق أهل الحديث على ترجيح حديث ابن مسعود هذا، وقالوا: إنه أصح حديث ورد في التشهد، لأنه روي عنه من نيف وعشرين طريقًا، وهو أصح الأحاديث إسنادًا وأشهرها رجالًا، ولأنه متَّفقٌّ عليه دون غيره، ولأن الرواة عنه من الثقات لم يختلفوا في ألفاظه بخلاف غيره، ولأنه تلقاه عن النَّبيِّ - صَلَّى الله عليه وسلم - تلقينًا، كما ثبت من طرق، ولثبوت الواو في "والصلوات والطيبات"، ولأنه بصيغة الأمر بخلاف غيره، فإنَّه مجرد حكاية، ولأن النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - علمه إياه وأمره أن يعلمه النَّاس، أخرجه أحمد، ولم ينقل ذلك لغيره، ففيه دليل على مزية.
ورجح الشَّافعي حديث ابن عباس؛ لأنَّه أجمع، ففيه زيادة:"المباركات"، وهو موافق للفظ القرآن، وفي تشهد عمر "الزاكيات" بدل "المباركات" أخرجه مالك وزاد في أوله: "بسم الله"، أخرجه الحاكم وغيره.
وورد أيضًا من حديث جابر:[أخرجه وسنده حسن، والنَّسائيُّ وابن ماجه والحاكم وصححه].