(ثم هذا يومهم)؛ الإشارة للجمعة في أول الحديث الثابت في مسلم، حيث قال:"أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا ... " الحديث.
(فرض عليهم)، للحموي:"فرض الله".
واختلف لعل المراد أنه فرض عليهم فأبوه، واختاروا السبت بدله، أو فرض عليهم يوم ما ووكل تعيينه إلى اختيارهم، فاجتهدوا في تعيينه فأخطأوا.
ويدل للأول ما أخرجه ابن أبي حازم عن السدي قال:"إن الله فرض على اليهود الجمعة فأبوا، وقالوا: يا موسى، إن الله لم يخلق يوم السبت شيئًا، فاجعله لنا، فجعل عليهم".
(فهدانا الله له): يحتمل أن يراد بالنص عليه، وأن يراد الهداية إليه بالاجتهاد.
قال ابن حجر: يشهد للثاني ما أخرجه عبد الرزاق بسند صحيح عن ابن سيرين قال: "جمع أهل المدينة قبل أن يقدمها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقبل أن تنزل الجمعة فقالت الأنصار: إن لليهود يومًا يجتمعون فيه كل سبعة أيام، وللنصارى مثل ذلك، فهلم فلنجعل يومًا نجتمع فيه، فنذكر الله تعالى، ونصلي ونشكر، فجعلوه يوم العروبة، واجتمعوا إلى أسعد بن زرارة فصلى بهم يومئذ، وأنزل الله بعد ذلك:{إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ} الآية.
قال ابن حجر: فهذا يدل على أن أولئك الصحابة اختاروا يوم الجمعة بالاجتهاد، قال: ولا يبعد أن يكون النبي - صلى الله عليه وسلم - علمه بالوحي وهو بمكة، فلم يتمكن من إقامتها.