ذلك أن معاوية كتب إليه أن يكمل المنبر إليه، فأمر به فقلع، فأظلمت المدينة، وانكسفت الشمس حتى رأوا النجوم، فخرج مروان فخطب فقال:"إنما أمرني أمير المؤمنين أن أرفعه، فدعى نجارًا فزاد فيه ست درجات، وقال: إنما زدت فيه حين كثير الناس"، أخرجه الزبير بن بكار في "أخبار المدينة" من طرق.
قال ابن النجار:"واستمر ذلك إلى أن احترق مسجد المدينة سنة أربع وخمسين وستمائة، فاحترق".
قلت: وكأن ذلك كان إشارة إلى زوال دولة آل البيت النبوي بني العباس، فإنها انقرضت عقب ذلك بقليل في فتنة التتار.
قال ابن النجار: "ثم جدد المظفر صاحب اليمن سنة ست وخمسين منبرًا، ثم أرسل الظاهر بيبرس بعد عشر سنين منبرًا، فأزيل منبر المظفر فلم يزل ذلك إلى سنة عشرين وثمانمائة، فأرسل الملك المؤيد منبرًا فلم يزل إلى سنة ستين وثمانمائة، فأرسل الظاهر خشقدم منبران.
(الغابة): بالمعجمة، وتخفيف الوحدة: موضع من عوالي المدينة، وأصلها كل شجر ملتف.
(في أصل المنبر) أي: على الأرض إلى جنب الدرجة السفلى منه.
(ولتعلموا): بكسر اللام، وفتح المثناة والعين، بالتشديد اللام على حذف إحدى التاءين.