للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله: {وَمَا تُنْفِقُواْ مِن شَيْءٍ} أي: فتصدقوا بشيء فإنه محفظ لكم.

وقال الحسن: النفقة هنا يعني بها الزكاة الواجبة.

قوله: {كُلُّ الطعام كَانَ حِلاًّ لبني إِسْرَائِيلَ} الآية.

إسرائيل هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم صلى الله عليه وسلم أخبرنا الله تعالى أن الأطعمة كلها كانت حلالاً لولده يعقوب إلا ما حرم يعقوب على نفسه قبل نزول التوراة، وحرمه وُلْدَه على أنفسهم من غير فرض من الله تعالى عليهم، وكان بيعقوب صلى الله عليه وسلم عرق يسمى النساء، فيأخذه بالليل ويتركه بالنهار فحلف: إن الله عافاه منه ألا يأكل عرقاً أبداً، فحرَّم الله عليهم لبغيهم فنزلت التوراة بتحريم ما كانوا حرَّموه على أنفسهم، فذلك قوله: {فَبِظُلْمٍ مِّنَ الذين هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ} ثم قال: إن أنكرتم ذلك فاتوا بالتوراة فاتلوها فإنكم تجدون ذلك فهذا قول السدي.

وقيل: إن الذي حرموه على أنفسهم إنما تبعوا فيه يعقوب صلى الله عليه وسلم، ولم تنزل التوراة بشيء منه، ولكنهم ادعوا أنه في التوراة فقال الله: قل يا محمد ايتوا بالتوراة فإنه لا شيء فيها مما يقولون.

وقال ابن عباس: حرم إسرائيل على نفسه وعلى ولده العرق وليس

<<  <  ج: ص:  >  >>