ثم قال تعالى:{وَلاَ يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً}.
أي: في سبيل الله وإظهار دينه {وَلاَ يَقْطَعُونَ وَادِياً إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ}، أي: كتب لهم أجر عملهم {لِيَجْزِيَهُمُ الله}، أي: فعل ذلك ليجزيهم أحسن عملهم، أي: يجزيهم جزاء كأحسن ما يجزيهم على أحسن أعمالهم التي كانوا يعملونها وهم مقيمون في منازلهم.
قوله:{وَمَا كَانَ المؤمنون لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً} إلى قوله: {مَعَ المتقين}.
المعنى: لم يكن لهم ليفعلوا ذلك، فظاهره خبر ومعناه نهي، أي: ما كان لهم أن يفعلوا ذلك، أي: لا يفعلوه، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعث قوماً، ليعلموا الناس الإسلام، فلما نزل قوله:{مَا كَانَ لأَهْلِ المدينة وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِّنَ الأعراب أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ الله}، الآية، رجع أولئك من البوادي إلى النبي عليه السلام، خشية أن يكونوا ممن تخلف عنه.
فأنزل الله، عز وجل، عذرهم:{وَمَا كَانَ المؤمنون لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً}، وكره انصرافهم من البادية إلى المدينة، قال ذلك مجاهد.
ثم قال تعالى:{فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ}، هَلاَّ أتى للخروج من