قال {رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً}، أي: نبوة {وَأَلْحِقْنِي بالصالحين}، أي: أرسلني إلى خلقك حتى أكون ممن ائتمنته على وحيك، {واجعل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخرين}، أي: ذِكراً جميلاً، وثناء حسناً باقياً فيمن يجيء من القرون بعدي. قاله ابن زيد.
وقيل: ذلك اللسان الصدق: إيمان جميع الأمم به. فأعطاه ذلك؛ فليس يهودي ولا نصراني ولا غيرهما من أهل الكتاب إلا يؤمن به ويحبه ويثني عليه، ويقول: هو خليل الله، وقد قطع الله تعالى ولاية جميع أهل الكتاب منه لما تولوه وادعوه، فقال:{مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُّسْلِماً}[آل عمران: ٦٧] ثم ألحق ولايته بهذه الأمة فقال: {إِنَّ أَوْلَى الناس بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتبعوه وهذا النبي والذين آمَنُواْ}[آل عمران: ٦٨] وهذا كله أجره الذي عجل له وهي الحسنة. إذ يقول {وَآتَيْنَاهُ فِي الدنيا حَسَنَةً} وهو اللسان الصدق الذي سأل ربه، هذا كله قول عكرمة. أو معنى قوله.