ثم قال تعالى ذكره:{إِلاَّ رَبَّ العالمين}، هو استثناء ليس من الأول أي: لكن رب العالمين، ويجوز أن يكون من الأول، على أن يكونوا قد كانوا يعبدون الله والأصنام، وتقدير الآية: أفرأيتم كل معبود لكم، ولآبائكم فإني منه بريء لا أعبد إلا رب العالمين.
قال تعالى:{الذي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ}، أي: يهدين للصواب من القول والعمل. {والذي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ}، أي: وهو الذي يغذيني بالطعام والشراب، {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ}، أي: يبرءني ويعافين {والذي يُمِيتُنِي}، إذا شاء {ثُمَّ يُحْيِينِ}، إذا أراد بعد مماتي.
أي: يوم الجزاء على الأعمال، والطمع ها هنا بمعنى اليقين، كما جاء الظن بمعنى اليقين.
وقيل: الطمع على بابه. لكن أراد أنه يطمع أن يغفر الله للمؤمنين ذنوبهم