اتخذوه إلهاً بعد إحيائهم من صعقتهم {مِن بَعْدِ مَا جَآءَتْهُمُ البينات} أي الدلالات الواضحات أنهم لا يرون الله عياناً في الدنيا، وأنه لا معبود إلا الله، فمن الآيات إصعاق الله إياهم عند مسألتهم ثم أحياؤهم.
قوله:{فَعَفَوْنَا عَن ذلك} أي: عفونا عن عبادتهم العجل {وَآتَيْنَا موسى سُلْطَاناً مُّبِيناً} أي: أعطيناه حجة تبين عن صدقه وصحة نبوته.
المعنى: ورفعنا فوقهم الجبل لما امتنعوا من العمل بما في التوراة، وقبول ما جاءهم به موسى صلى الله عليه وسلم { بِمِيثَاقِهِمْ} أي ما أعطوا الله من الميثاق ليعملوا بما في التوراة {وَقُلْنَا لَهُمُ ادخلوا الباب سُجَّداً} يعني باب حطة أمروا بذلك، فدخلوا يزحفون على أستاههم {وَقُلْنَا لَهُمْ لاَ تَعْدُواْ فِي السبت} أي لا تتجاوزوا في يوم السبت ما أبيح لكم، وذلك أنهم أمروا ألا يأكلوا الحيتان يوم السبت، ولا يتعرضوا لها. {وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِّيثَاقاً غَلِيظاً} أي شديداً أنهم يعظمون ما أمرهم الله، وينتهون عما نهاهم عنه.