وهذه الآية من الله (إعلام) يُزيل بها طمع النبي من (أن يؤمن) هؤلاء العادلون بربهم الأوثانَ، الذين سألوا الآية وأقسموا إنهم يؤمنون إذا نزلت، فأخبر تعالى أنهم لا يؤمنون ولو جاءتهم كلُّ آيةٍ، فقال تعالى: لو نزّلتُ إليهم الملائكة، أي: عياناً {وَكَلَّمَهُمُ الموتى} بأنك مُحِقٌّ فيما تقول، {وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ} أي: جمعنا عليهم، {كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً} أي: عياناً.
/ وقيل: معناه: آتيناهم بما غاب عنهم من أمور الآخرة، ما آمنوا {إِلاَّ أَن يَشَآءَ الله}، عزى الله نبيه بهذا، وأعلمه أن من سبق في علم الله ألا يؤمن، فلا ينفعه شيء.
قوله:{ولكن أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ}: أي: يجهلون ما في مخالفتك - يا محمد - وهم يعلمون أنك نبي صادق فيما جئتهم به.