والأرض بالحق، وخلق القلم فكتب به ما هو كائن من خلقه، ثم إن ذلك الكتاب سبح الله ومجده ألف عام قبل أن يبتدئ شيئاً من الخلق.
وقال كعب الأحبار " علم الله تعالى ما هو خالق، وما خلقه عاملون ".
وقال ابن جريج قوله:" إن ذلك في كتاب " يعني: قوله: {الله يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ القيامة/ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ}.
ثم قال تعالى:{وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ الله مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً}.
أي: يعبد هؤلاء المشركون من دون الله ما لم ينزل لهم به حجة من السماء في كتاب من كتبه التي أنزلها على رسله، وما ليس لهم به علم، أي: لا علم لهم أنها آله، فيعبدونها بعد علم، {وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ} ينصرهم من عذاب الله.
قوله تعالى:{وَإِذَا تتلى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ} إلى قوله: {حَقَّ جِهَادِهِ}.
أي: وإذا تتلى على المشركين آيات القرآن واضحات حججها وأدلتها، {تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الذين كَفَرُواْ المنكر}، أي تتبين في وجوههم ما ينكره أهل الإيمان بالله من تغيرها بسماعهم القرآن.