للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أي: غفور للذنوب لمن تاب منها رحيم أن يعذب أحداً بعد توبته.

ثم قال: {إِنَّمَا المؤمنون الذين آمَنُواْ بالله وَرَسُولِهِ}.

أي: صدقوا بما أنزل الله، وبرسول الله بقلوبهم، وأقروا به بألسنتهم، وقبلوا ما أمروا به، وانتهوا عما نهوا عنه، ثم لم يُشكوا في ذلك.

{وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ الله أولئك هُمُ الصادقون} أي: هم الذين صدقوا في قولهم / إنا مؤمنون.

قال: {قُلْ أَتُعَلِّمُونَ الله بِدِينِكُمْ} أي: أتعلمونه بطاعتكم وما أضمرت قلوبكم، وهو يعلم ما غاب عنكم في السماوات والأرض.

لا يخفى عليه شيء من ذلك، فكيف يخفى ما تخفي صدوركم.

{والله بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} أي: ذو علم بجميع الأشياء.

قال: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُواْ}.

أي: يمنون عليك يا محمد بإسلامهم، قل لهم: لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم بهدايته لكم إلى الإيمان، ولولا توفيقه لكم ما أسلمتم، فالمنة له لا إله إلا هو إن كنتم صادقين في قولكم (أنكم آمنتم)، فالمنة في ذلك عليكم لله عز وجل، ولا منة لكم على الله، وذلك " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفضل المهاجرين بالعطاء ليستألفهم على

<<  <  ج: ص:  >  >>