أي: قل لهؤلاء المشركين، إنما أنا إنسان مثلكم من بني آدم، لا علم لي إلا ما علمني الله، يوحي إلي إنما معبودكم معبود واحد لا ثاني له.
قوله:{فَمَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِ}.
أي: يخاف لقاء ربه يوم القيامة ويخاف عقابه {فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً} فليخلص العبادة لله ويعمل بطاعته، قال: ابن جبير: {يَرْجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِ} أي لقاء ثواب ربه.
فعلى قول ابن جبير يرجو بمعنى ينظر ويطمع ويوقن وعلى القول الأول يرجو بمعنى يخاف كقوله:{مَّا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً}[نوح: ١٣] أي لا يخافون. ويحتمل أن يكون {قَالَ الذين لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا}[يونس: ١٥] لا ينتظرون ولا يوقنون بلقائنا. وقد فسر أكثر الناس ترجو بمعنى تطمع.
وقال: مقاتل في قوله: {فَمَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِ} أي يخشى لقاء ربه، ويخشى بمعنى يخاف، وقال: الفراء وغيره من الكوفيين لا يكون الرجاء بمعنى الخوف إلاّ مع الجحد. كقولك ما رجوت ولم أرج ولا أرجو.