{واجعل لَّنَا مِن لَّدُنْكَ نَصِيراً} أي: من عندك من ينصرنا على أعدائك، وينصرنا على الخلاص منهم، والذين في موضع خفض على البدل من المستضعفين، أو نعت لهم، أو نعت للجميع المذكور من الرجال وغيرهم.
أخبر الله عز وجل أن:{الذين} صدقوا بالنبي صلى الله عليه وسلم وبما جاء به يقاتلون في سبيل الله.
وأن الكافرين يقاتلون في سبيل الطاغوت، وهو الشيطان هاهنا بدليل قوله:{فقاتلوا أَوْلِيَاءَ الشيطان} أي: الذين يتولونه ويطيعون أمره {إِنَّ كَيْدَ الشيطان كَانَ ضَعِيفاً}: لأولياؤه ضعاف لأنهم يقاتلون لغير الثواب، والمؤمنون يقاتلون رجاء الثواب.
قوله:{أَلَمْ تَرَ إِلَى الذين قِيلَ لَهُمْ كفوا أَيْدِيَكُمْ} الآية.
هذه الآية نزلت في ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم تسرعوا إلى قتال المشركين بمكة قبل الهجرة، بما يلقون منهم من الأذى، فقيل لهم: كفوا أيديكم عن القتال وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فكانوا يتمنون القتال {فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ} كرهه جماعة منهم، ومعنى كتب فرض، ومعنى {لولا أَخَّرْتَنَا إلى أَجَلٍ قَرِيبٍ} أي: إلى أن نموت