النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أخذ عليهم {لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَآءَ ظُهُورِهِمْ}[آل عمران: ١٨٧] وكفرهم بآيات الله أي: بإعلامه وأدلته وب {وَقَتْلِهِمُ الأنبيآء بِغَيْرِ حَقٍّ} وب {وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ} أي: عليها غشاوة وأغطية عما يقول، فلا نفهمه عنك، فأخبر الله عز وجل بكذبهم في قولهم، وقال {بَلْ طَبَعَ الله عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ} أي: ليست بغلف، ولكن طبع الله عليها طابعاً من أجل كفرهم بالله {فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً} لأنهم إنما صدقوا ببعض الأنبياء، فإيمانهم قليل لأنهم قد كذبوا بأكثر الأنبياء فيما جاءوا به، ومن كذب بالبعض، فهو مكذب بالكل من جهة أن الذي صدق به من نبي وكتاب يصدق ما كذب به هو ويقرب بصحته وهذا كلام متصل بما قبله.
قال الطبري: هذا غلط لأن الذين أخذتهم الصاعقة قوم موسى صلى الله عليه وسلم، والذين رموا مريم بالبهتان بعدهم بدهر طويل، فهؤلاء غير هؤلاء.
والذي قال الطبري لا يلزم، لأن اليهود قد تأخروا، وهم الذين طالبوا عيسى صلى الله عليه وسلم بالصاعقة، وإن لم تأخذهم بأعيانهم، فقد أخذت آباءهم. فالمراد آباؤهم على ما مضى في البقرة وفي غيرها لأنهم راضون بما كان عليه آباؤهم من الكفر فلهم من الحكم ما لآبائهم إذ هم على مذهبهم.
وقال قتادة:{لَعنَّاهُمْ} محذوف من الكلام كأنه: فبنقضهم ميثاقهم وفعلهم