هؤلاء الذين يعلمون الناس {مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ}، ويبقى الباقون ليتفقه أهل البوادي في الدين {وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ}، أي: يخبرونهم بما تعلموا {لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ}، مخالفة أمر الله، سبحانه.
وقال ابن عباس المعنى: ما كان المؤمنون لينفروا في غزوهم جميعاً، ويتركوا نبيهم عليه السلام، {فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ}، يعني: السرايا، فلما رجعت السرايا، ونزل بعدهم قرآن، تعلمه القاعدون من النبي عليه السلام، قالوا للسرايا: إن الله عز وجل، قد أنزل على نبيكم عليه السلام، قرآنا بعدكم/ وقد تعلمناه. فتمكث السرايا يتعلمون مما أنزل بعدهم، ويمضي الآخرون الذين كانوا مقيمين للسرايا، فذلك قوله: