وهذا تذكير للأنصار إذ كانوا يقتتلون في كل شهر فلما أتى الإسلام واجتمعوا عليه ألف الله بينهم وزالت العداوة التي كانت بينهم عشرين ومائة سنة، وقد كانوا بني عم.
ومذهب البصريين أن {واذكروا نِعْمَتَ الله عَلَيْكُمْ} تمام الكلام، ومذهب الكوفيين أن {إِذْ كُنْتُمْ} متصل بـ {واذكروا}.
{وَكُنْتُمْ على شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النار}، هذا مثل لما كانوا عليه من الكفر، أنقذهم الله من ذلك بالإسلام.
وشفا الحفرة: طرفها.
وقيل:{فَأَنقَذَكُمْ مِّنْهَا} بمحمد صلى الله عليه وسلم قاله السدي، فالآية للأنصار خاصة لما أزال الله عنهم من القتل الذي كان بينهم.
وقيل: هي لقريش لأن بعضهم كان يغير على بعض فلما دخلوا في الإسلام حرمت عليهم الأموال والدماء فأصبحوا إخواناً.
والهاء في {مِّنْهَا} تعود على النار، وقيل على الحفرة.