قال الله في التذكير:{وَقَدْ أمروا أَن يَكْفُرُواْ بِهِ} فذكر على معنى الشيطان، وقيل: هو كعب بن الأشرف.
قال الله جل ذكره:{اجتنبوا الطاغوت أَن يَعْبُدُوهَا}[الزمر: ١٧] فأنث على معنى الألوهية. وقال في الجمع:{أَوْلِيَآؤُهُمُ الطاغوت يُخْرِجُونَهُمْ}[البقرة: ٢٥٧] فجمع على معنى: أوليلؤهم الأصنام.
قوله:{يُرِيدُ الشيطان أَن يُضِلَّهُمْ} أن يضلهم أي: يضل هؤلاء المتحاكمين إلى الطاغوت عن الحق أي: يصدهم عنه.
وروي أن هذه الآية نزلت في رجل من المنافقين دعا رجلاً من اليهود في خصومة كانت بينهما، فكان المنافق يدعوه إلى اليهود لأنه يعلم أنهم يقبلون الرشوة، واصطلحا أن يتحاكما إلى كاهن جهينة ليحكم بينهم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرهم، فأنزل الله هذه الآية فقوله:{يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْكَ} يعني به المنافق {وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ} يعني به اليهود {يُرِيدُونَ أَن يتحاكموا إِلَى الطاغوت} وهو الكاهن {وَقَدْ أمروا أَن يَكْفُرُواْ بِهِ} أمر هذا في كتابه، وهذا في كتابه أن يكفروا بالكاهن. وقيل: إنهما رجلان من اليهود تخاصما فدعا أحدهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم والآخر يدعو إلى الكاهن فمضيا، فأنزل الله هذه الآية.