وكان الطبري يختار أن يكون المعنى: إنه ما كتب لهم في الدنيا، من خير وشر، ورزق وعمل وأجل، قال: ألا ترى أنه تعالى أتبع ذلك بقوله: {حتى إِذَا جَآءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ}، فأخبر بآخر أمرهم بعدما نالهم من:{نَصِيبُهُم مِّنَ الكتاب}، وهو الرزق، والعمر، والأجل، والخير والشر.
وقيل: المعنى، إنه قوله تعالى:{فَأَنذَرْتُكُمْ نَاراً تلظى}[الليل: ١٤]، وقوله:{يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً}[الجن: ١٧] هذا {نَصِيبُهُم مِّنَ الكتاب}، وهو ينالهم في الآخرة، ومثله:{إِذِ الأغلال في أَعْنَاقِهِمْ والسلاسل}[غافر: ٧١]، ومثله:{فِي الدرك الأسفل مِنَ النار}[النساء: ١٤٥]، هذا وشبهه من:{حتى إِذَا جَآءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ}، الذي ينالهم في الآخرة.
وقوله:{نَصِيبُهُم مِّنَ الكتاب}.
قال الحسن: هذه وفاة إلى النار.
فيقول لهم الرسل:{أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ مِن دُونِ الله}، هذا/ كله في الآخرة، فيشهدون على أنفسهم بالكفر حينئذ.
وقيل المعنى: إن هؤلاء المفترين ينالهم ما كتب لهم في الدنيا إلى أن يأتيهم