للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال ابن زيد: عني بذلك المشركون، قال: هم المشركون جادلوا في الحق، {كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الموت} حين يدعون إلى الإسلام، {وَهُمْ يَنظُرُونَ}.

قال الطبري: المراد بذلك المؤمنون. ودَلَّ عليه قوله: {وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنَ المؤمنين لَكَارِهُونَ}، لما كرهوا القتال جادلوا فقالوا: لم تعلمنا أنَّا نلقى العدو فنستعد لقتالهم، إِنَّمَا خرجنا لِلْعِير. وَيَدُلُّ على ذلك قوله: {وَإِذْ يَعِدُكُمُ الله إِحْدَى الطائفتين أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشوكة تَكُونُ لَكُمْ}، ففي هذا دليل أنّ القوم كانوا للشوكة كارهين، وأن جدالهم في القتال، [كما] قال مجاهد، كراهية منهم له.

وروي عن ابن عباس: {يُجَادِلُونَكَ فِي الحق}، أي: في القتال، {بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ}، أي: بعد ما أمرت به.

<<  <  ج: ص:  >  >>