وقال أبو مالك نزل الجميع بمكة، فقوله:{وَمَا كَانَ [الله] لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ}، يعني: النبي صلى الله عليه وسلم، { وَمَا كَانَ [الله] مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}، يعني: من بِها من المسلمين {وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ الله}، يعني: من بمكة من الكفار.
فمعنى:{وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ الله}، أي: خاصة، فعذبهم الله ( عز وجل) . بالسيف، وفي ذلك نزلت:{سَأَلَ سَآئِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ}، الآية. وهو النَّضْر. سأل العذاب.
ورُوِيَ عن ابن عباس [أنَّ] المعنى: {وَمَا كَانَ الله لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ}، يا محمد، أيْ: حتى نخرجك من بين أظهرهم، {وَمَا كَانَ الله مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}، قال: كان المشركون يطوفون بالبيت يقولون: " لبَّيْك لبَّيْك، لا شريك لك "، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم " قَدْ، [قَدْ] "، فيقولون:" إلا شريك هو لك، تملكه وما ملك "، ويقولون: " غُفرانك،