للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله {واسمعوا}: أي: استمعوا ما أمرتم به، وتقبلوه بالطاعة.

{قَالُواْ سَمِعْنَا}: أي: سمعنا قولك وعصينا أمرك.

وخرج في هذا من لفظ الخطاب إلى لفظ الغيبة كما قال: {حتى إِذَا كُنتُمْ فِي الفلك وَجَرَيْنَ بِهِم} [يونس: ٢٢]. وقد يخرج من الغيبة إلى الخطاب كما قال تعالى: {الحمد للَّهِ} [الفاتحة: ٢]، ثم قال بعد ذلك: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} [الفاتحة: ٥].

قوله: {وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ العجل بِكُفْرِهِمْ}. أي: حب العجل من أجل كفرهم.

وقيل: المعنى إنهم سقوا من الماء الذي ذري فيه براية العجل.

وقال السدي: " إنهم شربوا من الماء الذي ذري فيه سحالة العجل بأمر موسى صلى الله عليه وسلم / لهم. فمن كان يحبه خرج على شاربه الذهب فذلك قوله: {وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ العجل}.

وأولى هذه الأقوال قول من قال: حب العجل. لأن الماء لا يقال فيه: أشربته بمعنى " سقيته ".

وروي أنهم قالوا لموسى صلى الله عليه وسلم: " إن عبادة العجل أسهل علينا من عبادة الرحمن، لأن العجل إن عصيناه لم يعذبنا، والرحمن إن عصيناه / عذبنا ". فأنزل الله: {قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ}.

<<  <  ج: ص:  >  >>