للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم قال تعالى لنبيه عليه السلام: {فَإِن رَّجَعَكَ الله إلى طَآئِفَةٍ مِّنْهُمْ فاستأذنوك لِلْخُرُوجِ}.

أي: إن ردَّك الله من غزوتك إلى المنافقين، فاستأذنوك للخروج معك في غزوة أخرى، {فَقُلْ لَّن تَخْرُجُواْ مَعِيَ أَبَداً وَلَن تُقَاتِلُواْ مَعِيَ عَدُوّاً إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بالقعود أَوَّلَ مَرَّةٍ}، أي: في غزوة تبوك، {فاقعدوا مَعَ الخالفين}، [أي: مع الذين] قعدوا من المنافقين خلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنكم منهم.

قال ابن عباس: تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، رجال في غزوة تبوك فأدركتهم أنفسهم، فقالوا: والله ما صنعنا شيئاً، فانطلق منهم ثلاثة نفرة، فلحقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أتوه تابوا، ثم رجعوا إلى المدينة فأنزل الله، عز وجل، { فَإِن رَّجَعَكَ الله إلى طَآئِفَةٍ مِّنْهُمْ}، الآية. فقال النبي عليه السلام: " هلك الذين تخلفوا "، فأنزل الله عز وجل، عذرهم لما تابوا فقال: {لَقَدْ تَابَ الله على النبي والمهاجرين والأنصار}، إلى قوله: {إِنَّ الله هُوَ التواب الرحيم} [التوبة: ١١٧ - ١١٨].

وقال قتادة {مَعَ الخالفين}، مع النساء.

<<  <  ج: ص:  >  >>