للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال مجاهد: الآية وعيد من الله.

و {فَسَيَرَى الله}، من رؤية العين.

ثم قال تعالى: {وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لأَمْرِ الله}.

هذه معطوف على ما قبله. والمعنى: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِّنَ الأعراب منافقون وَمِنْ أَهْلِ المدينة} قوم {مَرَدُواْ عَلَى النفاق}، ومنهم {وَآخَرُونَ اعترفوا بِذُنُوبِهِمْ}، ومنهم {وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لأَمْرِ الله}. فالتقدير: من هؤلاء المتخلفين عنكم، {وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لأَمْرِ الله}، وقضائه فيهم.

{إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ}.

وهم قوم تخلفوا ولم يعتذروا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وندموا على ما صنعوا، فتاب الله عليهم، إذ علم صحة توبتهم وندمهم، فقال: {لَقَدْ تَابَ الله على النبي والمهاجرين والأنصار}، إلى قوله: {هُوَ التواب الرحيم} [التوبة: ١١٧ - ١١٨].

قال ابن عباس: لما نزل: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً}، يعني: أبا لُبابة وصاحبيه، يعني: الثلاثة الذين لم يربطوا أنفسهم، ولم يظهروا التوبة، فلم يذكروا بشيءٍ، فضاقت عليهم الأرض بما رحبت، فأنزل الله، عز وجل: { وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لأَمْرِ الله}، الآية، فيهم فجعل الناس

<<  <  ج: ص:  >  >>