ومعنى الآية أنه على الحكاية، أي قالوا: إن يسرق فقد (قيل) سرق أخ لهم من قبل. إنما ما قد كان قبل، لم يقطعوا بالسرقة عليه. هذا أحسن ما تأوله العلماء، والله أعلم بذلك.
والضمير في قوله:{فَأَسَرَّهَا}، إضمار، قبل الذكر (قد) فسره الله عز وجل لنا أن الذي أسره قوله: {أَنْتُمْ شَرٌّ مَّكَاناً} - إلى قوله - {تَصِفُونَ}(أي) أضمر هذا في نفسه.
وقيل: أسر في نفسه المجازاة لهم على قولهم، ولم يرد أن يبين عذره في ذلك. وقيل: أسرَّ في نفسه قولهم: {فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ} ولم يرد أن يدفعه ويراجعهم عليه. بل كتم قولهم وله صبر.
قوله:{الله أَعْلَمْ بِمَا تَصِفُونَ}: أي: (من) قولكم: هل هو حق أو كذب.