التي كانوا عليها؟ فقال الله جل ذكره لنبيه صلى الله عليه وسلم: قل يا محمد، لله المشرق والمغرب يصرف من يشاء إلى أين يشاء، فحيثما تولوا فثمّ وجه الله. فهذا أول ناسخ في القرآن لأنه نسخ التوجه إلى بيت المقدس. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي إلى بيت المقدس بأمر من الله تعالى، وكان يحب قبلة إبراهيم [عليه السلام]، وكان يدعو أو ينظر إلى السماء فأنزل الله:{قَدْ نرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السمآء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المسجد الحرام}[البقرة: ١٤٤] فارتابت اليهود من ذلك فأنزل الله عز وجل: { وَللَّهِ المشرق والمغرب} الآية.
وقال قتادة:" هذا منسوخ، وذلك أن الله تعالى أباح لهم أولاً التوجه حيث شاءوا، وأخبرهم أنه أينما تولوا وجوهكم فثمَّ وجه الله، لأن له المشارق والمغارب، ثُمَّ نسخ ذلك بقوله:{فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المسجد الحرام}.
وقال ابن زيد: " لما أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم { وَللَّهِ المشرق والمغرب} وأباح له التوجه أين