فالمعنى: إنه افتتن (كثير) من الناس بهن، أي: استحسنهن كثير من الناس، أي: استحسن عبادتهن كثير منهم.
{فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي}، أي: من تبع ما أنا عليه من الإيمان بالله، ( عز وجل) ، وإخلاص العبادة (له فهو من): أي: من أهل ديني.
{وَمَنْ عَصَانِي} فخالف أمري {فَإِنَّكَ غَفُورٌ} لذنوب المذنبين. أي: ستار لها إذا تابوا منها بالإيمان. وهذا قريب من قول عيسى صلى الله عليه وسلم:{ إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ}[المائدة: ١١٨]- الآية -: أي: إن تغفر لهم ذنوبهم بعد توبتهم وإيمانهم. (وفي) ذلك أقوال غير هذا، قد ذكرتها في المائدة.
وغير جائز أن يتأول أحد أن المغفرة ترجى لمن مات على كفره، لقوله:{إِنَّ الله لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَآءُ}[النساء: ٤٨، ١١٦]،