للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{فاقض مَآ أَنتَ قَاضٍ}.

أي: افعل ما أنت فاعل.

ثم قال: {إِنَّمَا تَقْضِي هذه الحياة الدنيآ}.

أي: قال له السحرة ذلك. والمعنى: إنما تقضي في متاع هذه الحياة الدنيا.

و" ما " كافة ل " إن " عن العمل. ولو جعلت " ما " بمعنى " الذي " رفعت " هذه الحياة الدنيا " أي: إن الذي تقتضيه هذه الحياة الدنيا.

وقيل: معنى الكلام إنما يجوز أمرك في هذه الحياة الدنيا.

ثم قال: {إِنَّآ آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَآ أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السحر}.

أي: ليغفر لنا خطايانا من السحر. {وَمَآ أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السحر}. ف: " ما " نافيه. أي: لم تكرهنا على السحر، نحن جئنا به طائعين، فهو ذنب عظيم، نطمع أن يغفره الله لنا إذا متنا، فتكون {مِنَ} لإبانة الجنسِ.

وقيل: المعنى: ليغفر لنا ربنا خطايانا، ويغفر لنا الذي أكرهتنا عليه من السحر. فتكومن {مِنَ} للتبيين، موضعها نصب، ولا موضع لها في القول الأول.

وهذا القول رويَ عن ابن عباس، قال: " ذلك غلمان دفعهم فرعون إلى السحرة يعلمهم السحر ".

<<  <  ج: ص:  >  >>