{يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ}، فالشجرة المباركة أصله وهو الإخلاص لله وحده وعبادته لا شريك له {لاَّ شَرْقِيَّةٍ وَلاَ غَرْبِيَّةٍ}، أي مثله كمثل شجرة التفت بها شجرة، فهي ناعمة لا تصيبها الشمس على أي حال كانت لا إذا طلعت ولا إذا غربت، وكذلك هذا المؤمن قد أجير من أن يصيبه شيء من الفتن، وقد ابتلي بها فثبته الله فيها فهو بين أربع خلال: إن أعطي شكر، وإن ابتلي صبر، وإن حكم عدل، وإن قال صدق، فهو في سائر الناس كالرجل الحي يمشي في قبور الأموات.
ثم قال تعالى:{نُّورٌ على نُورٍ}، فهو يتقلب في خمسة من النور فكلامه نور، وعمله نور، ومدخله نور، ومخرجه نور، ومصيره إلى النور يوم القيامة: إلى الجنة.
وقال ابن عباس:{مَثَلُ نُورِهِ} مثل هدى الله في قلب المؤمن.