أي: أولئك الذين أخذوا الضلالة، وتركوا الهدى، وأخذوا ما يوجب لهم عذاب الله يوم القيامة، وتركوا ما يوجب لهم عفوه. فاستغنى بذكر العذاب والمغفرة عن ذكر السبب الذي يوجبهما لفهم سامعي ذلك.
ثم قال تعالى:{فَمَآ أَصْبَرَهُمْ عَلَى النار}.
قال ابن عباس:" معناه: ما الذي صبرهم على النار ".
وقال أبو عبيدة:" معناه: ما الذي أصبرهم على النار، ودعاهم إليها، وليس بتعجب ". وهو قول السدي.
فَ " ما " استفهام في القولين جميعاً.
وقال مجاهد والحسن وقتادة:" هو تعجب ".
ومعنى التعجب في هذا أن الله جل ذكره يعجب خلقه منهم، ومن جرأتهم على عمل يوردهم النار.
وقال مجاهد:" معناه: / ما أعملهم بأعمال أهل النار ". أي: ما أشد جرأتهم