وقوله:{أَوْ صَدِيقِكُمْ}، قال قتادة: فلو أكلت من بيت صديقك من غير أمره لم يكن بذلك بأس.
وقوله:{أَوْ بُيُوتِءَابَآئِكُمْ}، وما بعده، ولم يذكر بيوت الأبناء يدل على أن بيت الابن داخل في بيت الرجل، فهو داخل في قوله:{أَن تَأْكُلُواْ مِن بُيُوتِكُمْ}، فبيت ابن الرجل مثل بيته، ذلك على صحة قول النبي صلى الله عليه وسلم:" أنت ومالك لأبيك ".
فمال ابن الرجل كمال الرجل، إلا ما أحكمته السنة في غير المأكول في بيت الإبن، وهذه الآية تدل على أن / للرجل أن يأكل من بيت ابنه بغير إذنه، كما يأكل من بيته نفسه، لأن له أن يأخذ ماله ويستحل كسبه، وهو غني عن ذلك، فإن كان الأب فقيراً، فليس له على الابن إلا ما أحكمته السنة من النفقة بالمعروف.
ثم قال:{لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ}، أي إثم وحرج أن تأكلوا جميعاً أي مع الفقراء