قال ابن عباس: إن الرجل ليجر إلى النار فتنزوي، وينقبض بعضها إلى بعض، فيقول لها الرحمن مالك؟ قالت: إنه يستجيرك مني فيقول: أرسلوا عبدي. وإن الرجل ليجر إلى النار. فيقول: ما كان ظنك؟ فيقول: أن تسعني رحمتك. فيقول: أرسلوا عبدي، وإن الرجل ليجر إلى النار فتشهق إليه النار شهيق البغل إلى الشعير، وتزفر زفرة لا يبقى أحد إلا جأث.
وقيل: معنى {إِذَا رَأَتْهُمْ مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ}، إذا رآه خزانها من مكان بعيد {سَمِعُواْ لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً}، حرصا على عذابهم رغضبا لله عليهم، فأخبر عن النار والسعير، والمراد خزان النار الموكلون بها، كما قال تعالى {وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا}[الحج: ٤٨]، يريد أهل القرية، وكما قال {وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِّن قَرْيَتِكَ التي أَخْرَجَتْكَ}[محمد: ١٣]، يريد أهل القرية بدلالة قوله بعد ذلك {أَهْلَكْنَاهُمْ فَلاَ نَاصِرَ لَهُمْ}[محمد: ١٣] فرجع الخبر عن أهل القرية.