{فَقُلْنَا اذهبآ إِلَى القوم الذين كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا} يعني فرعون وقومه {فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيراً} أي: أهلكناهم. وفي الكلام حذف والتقدير: فذهبا فكذبوهما، فدمرناهم، فدخول الفاء تدل على هذا الحذف.
وقال الفراء: المأمور بالذهاب في المعنى موسى وحده، بمنزلة قوله تعالى:{فَنَسِيَا حُوتَهُمَا}[الكهف: ٦١] والناسي يوشع وحده. وبمنزلة {يَخْرُجُ مِنْهُمَا الُّلؤْلُؤُ وَالمَرْجَانُ}[الرحمن: ٢٢] وإنما يخرجان من الملح. وهذا قول مردود لأنه قد كرر في كثير من الآيات إرسال هارون مع موسى إلى فرعون، فلا يحتاج فيه إلى هذا المجاز.
والوقف {بِآيَاتِنَا}، وقرئت {فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيراً}، على الخبر عن موسى وهارون. وقرئت {فدمِّرانِهم}، على الأمر لموسى وهارون