ثم قال تعالى:{هُوَ الذي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلاَئِكَتُهُ} أي: ربكم الذي أمرتم بذكره كثيراً هو الذي يرحمكم ويثني عليكم فيشيع عنكم الذكر الجميل وملائكته تدعو لكم.
روي أنه لما نزل/:{إِنَّ الله وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النبي}[الأحزاب: ٥٦] أتاه المؤمنون يهنؤنه بذلك، فقال أبو بكر يا رسول الله: هذا لك خاصة فَمَا لَنا؟ فأنزل الله جل ذكره:{هُوَ الذي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلاَئِكَتُهُ}، أي: يدعون لكم بالرحمة.
وروى الحسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حديث طويل:" إِنَّ الله قالَ لمُوسَى: أَخْبِرْ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّ صَلاَتِي عَلى عِبَادِي لَتَسْبِقُ رَحْمَتِي غَضَبِي وَلَوْلاَ ذَلِكَ لأَهْلَكْتُهُمْ ".
وقال عطاء بن أبي رباح:" صلاته على عباده: سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ لَتَسْبِقُ رَحْمَتِي غَضَبِ ".
وفي حديث آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم:" سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، رَحْمَتِي تَغْلِبُ غَضَبِي ".
ثم قال:{لِيُخْرِجَكُمْ مِّنَ الظلمات إِلَى النور} أي: تدعو ملائكة الله ليخرجكم الله من