وقيل: المعنى: أكثر هؤلاء الكفار بالملائكة مصدقون أنهم بنات الله.
قال قتادة في قوله تعالى للملائكة:{أهؤلاء إِيَّاكُمْ كَانُواْ يَعْبُدُونَ} هو كقوله لعيسى: {أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتخذوني وَأُمِّيَ إلهين مِن دُونِ الله}[المائدة: ١١٦].
ثم قال تعالى/:{فاليوم لاَ يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَّفْعاً وَلاَ ضَرّاً} أي: لا تملك الملائكة للذين كانوا يعبدونهم في الدنيا ضراً ولا نفعاً.
ثم قال:{وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ} أي: عبدوا غير الله.
{ذُوقُواْ عَذَابَ النار التي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ} أي: في الدنيا.
ثم قال تعالى:{وَإِذَا تتلى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ} أي: وإذا تقرأ على هؤلاء الكفار آيات القرآن ظاهرات الدلائل والحجج في توحيد الله وأنهن من عنده.
{قَالُواْ مَا هذا إِلاَّ رَجُلٌ يُرِيدُ أَن يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَآؤُكُمْ} أي: قالوا: لا تتعبدوا محمداً فما هو إلا رجل يريد أن يصدكم عما كان آباؤكم يعبدون من الأوثان ويغير دينكم.
ثم قال تعالى:{وَقَالُواْ مَا هاذآ إِلاَّ إِفْكٌ مُّفْتَرًى} أي: وقال بعضهم ما هذا الذي أتانا به محمد إلا كذب مختلف متخرص.