وقيل: هو مصدر، وفيه بُعْدٌ لأن الفعل مُتعدٍّ ولم يأتِ في مصدر المتعدّي فعومل إلاّ في أشياء مسموعة مثل لزمته لزوماً ونهكه المرض نهوكاً.
ثم قال تعالى:{إِنَّ الشيطان لَكُمْ عَدُوٌّ} أي: إن الشيطان الذي نهيتكم ألاّ يخدعكم ويغرّكم لكم عدو.
{فاتخذوه عَدُوّاً} أي: أنزلوه منزلة العدو لكم واحذروه ولا تطيعوه، فإنما يدعو من أطاعه وهم حزبه.
{لِيَكُونُواْ مِنْ أَصْحَابِ السعير} أي: من المخلّدين في نار جهنّم.
ويقال: السعير: الطبقة السادسة من جهنم لأنها سبع طباق، وطبقة تحت طبقة، لكل طبقة باب، كما قال: لها سبعة أبواب. فكل باب تحت الباب الذي فوقه أعاذنا الله منها.
وعدو هنا بمعنى معاد، فيجوز تثنيته وجمعه وتأنيثه، فإن جعلته بمعنى النسب لم تجمع ولم تثن ولم يؤنث.
وعلى هذا قال تعالى:{فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لي}[الشعراء: ٧٧].
ثم قال تعالى:{الذين كَفَرُواْ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ} يعني عذاب النار.