وهذا يدل على أن (ما) نافية، لأنهم لو كان آباؤهم أنذِروا لم يكونوا غافلين. ويدل على ذلك أيضاً قوله (تعالى): {وَمَآ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِّن نَّذِيرٍ}[سبأ: ٤٤].
ثم قال:{لَقَدْ حَقَّ القول على أَكْثَرِهِمْ} أي: وجب عليهم في أم الكتاب أنهم لا يؤمنون.
وهذا إثبات للقدر، وأن الأمر كله قدره الله وفرغ منه، فحق وقوعه على ما قدره وعلمه.
وكذلك:{وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً}[يس: ٩] الآية. كله يدل على أن القدر قد سبق في علم الله، يضل من يشاء فَيَخْذِلُهُ، ويهدي من يشاء فيوفقه.