بالحميم إذا جاء من الغيبة، أبشر، أعد الله لك كذا وأعدلك كذا. فينطلق أحدهم إلى زوجته فيبشرها به، فيقول قدم فلان - باسمه الذي كان يسمى به في الدنيا - قال: فَيَسْتَحِفُّها الفرح حتى تقوم على أسكفة بابها، فتقول: أنت رأيته، (أنت رأيته) قال: فيقول: نعم، فيجيء حتى يأتي منزله. قال: أصوله من جندل اللؤلؤ بين أصفر وأخضر وأحمر. . . قال الله جل ذكره:{وَأَكْوَابٌ مَّوْضُوعَةٌ * وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ * وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ}[الغاشية: ١٤ - ١٦]. قال: ثم يدخل إلى زوجته من الحور العين، فلولا أن الله أعدّها له لا ليمتع بصره من نورها وحسنها. فاتكأ عبد الله ويقول:{الحمد للَّهِ الذي هَدَانَا لهذا}[الأعراف: ٤٣]. فتنازيهم الملائكة أن تلكم الجنة وأورثتموها بعلمكم.
وقال السدي: لهو أهدى إلى منزلة في الجنة منه إلى منزله في الدنيا. ثم قرأ السدي:{وَيُدْخِلُهُمُ الجنة عَرَّفَهَا لَهُمْ}[محمد: ٦].
ثم قال تعالى ذكره:{وَقَالُواْ الحمد للَّهِ الذي صَدَقَنَا وَعْدَهُ}، أي: له الحمد خالصاً إذ صدقنا ما كان وعدنا في الدنيا على طاعته. {وَأَوْرَثَنَا الأرض}، أي: أرض الجنة.