وقيل: المعنى: لا يأتيه الباطل من بين يديه، أي: من قبل أن يتم نزوله، ولا من خلفه، أي: ولا من بعد تمام نزوله.
وقيل: معنى " من بين يديه ": بعد نزوله كله " ولا من خلفه " قبل تمامه.
وقيل: المعنى: لا يأتيه الباطل من قبل أن ينزل، لأن الأنبياء قد بشرت به فلم يقدر الشيطان أن يدحض ذلك.
ولا من خلفه بعد أن أنزل.
قال قتادة: في الآية: إن الله جل ذكره يعزي نبيه صلى الله عليه وسلم بهذا. ومثله قوله:{كَذَلِكَ مَآ أَتَى الذين مِن قَبْلِهِمْ مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ قَالُواْ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ}[الذاريات: ٥٢].
ثم قال تعالى:{إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ}، أي: لذو ستر على ذنوب التائبين من الكفر، العاملين بأمره، المطيعين له.
{وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ} لمن دام على كفره.
فالناس يلقون الله تبارك وتعالى على طبقات أربع: مطيع مؤمن، يدخله الجنة، وتائب مؤمن، يقبل توبته ويدخله الجنة؛ ومصر على المعاصي، وهو في مشيئة الله عز وجل إن شاء عاقبة، وإن شاء عفا عنه؛ وكافر يدخله النار حتماً، لقوله:{إِنَّ الله لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَآءُ}[النساء: ٤٨].