ويروي عن سفيان بن عيينة أنه قال لرجل: طب نفساً فقد دعت لك الملائكة نوح وإبراهيم ومحمد صلى الله عليه وسلم [ ثم قرأ] {والملائكة يُسَبِّحُونَ (بِحَمْدِ رَبِّهِمْ) وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الأرض} [الشورى: ٥] يعني نم المؤمنين.
قال أبو محمد [مؤلفه رضي الله عن هـ]، وقد فسر الله هذا في آية أخرى، فأخبر عن الملائكة أنهم يقولون:{فاغفر لِلَّذِينَ تَابُواْ واتبعوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الجحيم}[غافر: ٧].
قال سفيان: وقال ابراهيم: {رَبَّنَا اغفر لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الحساب}[إبراهيم: ٤١] وقال الله جل ذكره لمحمد صلى الله عليه وسلم { واستغفر لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ والمؤمنات}[محمد: ١٩]. قال أبو محمد: ولا نشك أن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ما أمره الله به من الاستغفار للمؤمنين والمؤمنات، فهذا دعاء لا منشك إن شاء الله - أن الله قد أجابه لنوح وإبراهيم ومحمد والملائكة، فمن مات على الإيمان فهو داخل تحت الدعوات المذكورات (إن شاء الله)، أماتنا الله على الإيمان وختم لنا بخير.