أي: علينا بيان ما فيه من حلال وحرام [وأحكام]، فأعلم الله - جل ذكره - أنه المتولي لحفظ كتابه علينا، ولم [يكل] ذلك إلينا، فَسَلِمَ من التغير. [ولو وكله](إلينا) لم نأمن أن يغيره ويبدله زنادقة هذه الأمة، فالحمد لله على ذلك، وقد وكل الله حفظ التوراة والإنجيل إلى اليهود والنصارى فغيروةا وبدلوا. وقد سئل سفيان بن عيينة فقيل له: كيف غيرت التوراة والإنجيل وهما من عند الله؟! فقال: إن الله جل ثناؤه وكل حفظهما إليهما، فقال جل ذكره:{بِمَا استحفظوا مِن كِتَابِ الله}[المائدة: ٤٤]، ولم [يكل] حفظ القرآن إلى أحد، فقال جل ذكره:{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذكر وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}[الحجر: ٩]، فما حفظه الله علينا لم يغير. وقيل: معنى قوله: {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} أي [أن] نبينه بلسانك.