قال أنس:" سمعت رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا خير البرية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ذلك إبراهيم صلى الله عليه وسلم " وقد تعلق من فضل بني آدم على الملائكة {خَيْرُ البرية}، وغلط في ذلك، إنما معناه: خير البرية ممن برأ الله في الأرض من الجن والإنس، فالملائكة غير داخلين في ذلك، دليله قوله تعالى حكاية عن إبليس إذا قال لآدم وحواء:{مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هذه الشجرة إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ}
[الأعراف: ٢٠]: أتراه قال لهما: أن تكونا [دون] من حالكما؟! فلو كان ذلك ما رغبا في الأكل منها، وإنما أكلاها طمعاً أن يكونا أشرف من حالهما فيكونا ملكين.
وقد قال الله تعالى لنبيه محمد:{قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ الله ولا أَعْلَمُ الغيب ولا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ}[الأنعام: ٥٠].
أتراه أمره أن ينفي عن نفسه منزلة جليلة، أو منزلة دون منزلته؟! بل ما [نفى] عن نفسه إلا منزلة رفيعة.
وكذلك قال نوح لقومه:{ولا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ}[الأنعام: ٥٠]، وهو كثير في