الواقع أن السنة مع القرآن أقسام ثلاثة: الأول: قسم يأتي بإيضاحه وبيانه وتفسيره، وهذا كثير جداً، فإن الله جل وعلا أمرنا بالصلاة، وأمرنا بالزكاة، وأمرنا بالصوم، فبين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلوات وأوقاتها وعددها، وعدد ركعاتها، وكذلك الزكاة وغيرها مما جاء مجملاً في القرآن، وهذا الذي أخبر الله جل وعلا عنه أنه أنزل إليه الكتاب ليبين للناس ما نزل إليهم، وقد قرن ربنا جل وعلا في مواضع متعددة:((الكتاب والحكمة)) ، والحكمة فسرت بأنها السنة.
الثاني: ما يأتي مطابقاً لقول الله جل وعلا: فيكون ذلك من توارد الأدلة واتفاقها.
يعني: يأتي مطابقاً تماماً ليس فيه زيادة ولا نقص، وهذا أيضاً موجود بكثرة.
الثالث: ما يأتي مؤسساً لشيء لم نعرفه من كتاب الله وآياته، وإنما يقوله الرسول صلى الله عليه وسلم، ويكون الكتاب دل عليه في الجملة فقط، كما لعن عبد الله بن مسعود الواصلة والمستوصلة، فقيل له في ذلك فقال:(ومالي لا ألعن من لعنه الله ورسوله، فقيل له: أين لعن الله جل وعلا في كتابه للواصلة والمستوصلة؟ فقال: في قول الله جل وعلا: {وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ}[الحشر:٧] وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الواصلة والمستوصلة) .