ما حرفوها إلى أمر الله، وإنما قالوا: مشيئة الله مقيدة بالشيء الذي يقدر عليه، ومن الأشياء التي لا يقدر عليها: أفعال الإنسان، فزعموا أن الله جل وعلا لا يقدر على شيء من أفعال العباد! وهذا تحكم، ومعروف أن أهل الهوى يحكمون آراءهم ويجعلونها مقدمة على نصوص الوحي.
ولهذا فهؤلاء القدرية استدلوا على خلق القرآن بقول الله جل وعلا:{اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ}[الرعد:١٦] فقالوا: أليس القرآن شيئاً؟ قلنا: نعم هو شيء، قالوا: فهو داخل في المخلوق، ثم أخرجوا الصلاة، والصوم، والحج، والكفر، والإيمان التي يفعلها الإنسان، أخرجوها من قوله:(اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ) فقالوا: هذه ليست داخلة، وهذا تحكم، مع أن جميع المسلمين يقولون في قول الله جل وعلا:(اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ) : إن كلام الله ليس داخلاً في هذا الإطلاق؛ لأن هذا للمخلوقات، وكلام الله صفة من صفاته كعلمه فليس داخلاً في ذلك، وهذا أمر واضح ولكن تحكم الأهواء واتباعها بالمتناقضات.