وقوله:{إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}[فاطر:١٠] ، ((إِلَيْهِ)) : الضمير هنا يعود إلى الله جل وعلا، والصعود نص في الذهاب إلى العلو، لا يحتمل غيره، أما أصعد ويصعد فمعناه: الإمعان في الهرب والإبعاد فيه، ومنه (تصعدون) يعني: تهربون عنه، وتبتعدون عنه، أما صعد فلا يحتمل إلا العلو، فهو نص في علو الله جل وعلا ((إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ)) ، والكلم الطيب: هو ما اصطفاه الله جل وعلا إما من كلامه وإما من التسبيح والتهليل، وذكر أوصافه، وما أشبه ذلك، فهذا هو الكلام الطيب، فهو يصعد إلى الله إذا قبله.
وقوله:((وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ)) : اختلف في ضمير قوله: (يرفعه) هل يعود إلى الكلم أو أنه يعود إلى الله، ويكون الكلام مستأنفاً؟ أي: والعمل الصالح يرفعه الله أيضاً، فيكون دليلاً آخر على علو الله جل وعلا، فمرة جاء بلفظ الصعود، ومرة بلفظ الرفع أو أن العمل الصالح هو الذي يرفع الكلم الطيب؟ كلا المعنيين صحيح.