من كرامات الأولياء ما حدث لـ خالد بن الوليد رضي الله عنه عندما استعصى عليه أصحاب حصن وامتنعوا به، وقالوا: لا ننزل حتى تأكل هذا السم، وأعطوه سماً من أعظم السموم القاتلة، فأخذه ووضعه في كفه ثم قال: باسم الله، ثقة بالله، وتوكلاً عليه، واحتساه وأكله، فلم يصبه شيء، وإنما عرق عرقاً فقط، عند ذلك علموا أنه على الحق، وأن هذا حق، وأن هذا لا يمكن إلا أن يكون آية من آيات الله جل وعلا، فسلموا أنفسهم.
وكذلك ما حدث لـ سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في قتاله للفرس، فإنه مشى بجيشه على النهر بدون جسر بل على الماء، فإنه قال للصحابة: إنه وقع في نفسي شيء، وما أدري هل تطيعوني في ذلك؟ قالوا: ما هو؟ قال: وقع في نفسي أن أمشي على هذا البحر؛ لأنه حال بينهم وبين عدوهم، فقال: نحن عباد الله، وفي سبيل الله، فقالوا له: سر ونحن خلفك، فخاضوا الماء بخيولهم، فصارت الخيل كأنها تمشي على الرمال، وصاروا يتحدثون وهم في وسط النهر وهو يقذف بالزبد.
وقد وقع مثل هذا قبل ذلك لـ ابن الحضرمي، وغير ذلك كثير، وهي كرامات، والواقع أنها من آيات الأنبياء.